السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أهنئكم على الإنجاز العظيم وأدعو الله لكم ولي مزيداً من التألق والنجاح، أمّا بعد: فضيلة الشيخ أنا فتاة متحجبة ومتدينة وأقرأ القرآن وأزور مثل هذه المواقع يوميّاً لمزيد الاستفادة.
لكنّي أمر بمشكلة ولا أعرف كيفية الخروج منها!؟
فأنا أشتغل بمركز للإعلامية والإنترنت ولكن في الفترة الأخيرة اكتشفت أن الزبائن يقومون بأشياء غير مرغوب فيها كزيارتهم لمواقع محرّمة حتّى إن حالتي النفسية تدهورت وأصبحت غير راغبة في العمل من ناحية ومن ناحية أخرى قررت التدخّل ونهيهم عما يقومون به، ولكنّي لن أجد وقتاً مناسباً للتدخل ووضع حد لهذا الموضوع لدرجة أنّي كلمّا أعزم إخبار صاحب المحل تراني متراجعة.
وخائفة من ردة فعله نظراً لأنّه يشتغل معي وأخاف أن يكون هو على علم بما يقومون به ويشاركهم في هذه الجريمة، فالرجاء مدّي بحلّ يرضي الله في أقرب وقت ممكن لأنّي كما ذكرت لكم قررت وضع حدّ لهذه المهزلة قبل تركي العمل.
وجزاكم الله كل خير
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فلك منا أطيب التحايا وأخلص الأمنيات وشكراً لك على هذه الروح التي تدل على أنك من الفاضلات ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات وأن يلهمك رشدك وأن يرزقك التوفيق والخيرات ومرحباً بك في موقعك وكم نحن سعداء بك وبأمثالك من الشباب والفتيات.
وقد والله أفرحتني هذه الرغبة في الخير وتلك الروح الإيجابية وليت كل مسلم ومسلمة كانت عنده هذه الروح حيت تختفي المنكرات من حياتنا وحتى تتحقق بذلك نجاتنا، وهنيئاً لكل من يضيء شمعة ولا يكتفي بلعن الظلام لأن مجرد لعن الظلام سلبية قاتمة والإسلام دين يرفض السلبية لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
والتغيير بالقلب يكون بكراهية المعصية والبراءة لله منها والنفور من أهلها وأن لا تطرق مكانها، وإظهار عدم الرضا عنها ومن هنا تتضح لنا أن التغيير بالقلب أيضاً عمل إيجابي يؤجر عليه صاحبه.
ومن هنا فنحن نقترح عليك ما يلي:
1. الدعاء لصاحب المحل بأن يفتح الله قلبه للهداية والنصح.
2. اتخاذ الأسلوب الحسن والوقت المناسب
3. الثناء علي إيجابياته وفوائد وخدمات المحل
4. تذكيره بنعم الله عليه ومنها هذا المكان الذي يدر عليه الأموال
5. تذكيره بأن العملاء يقبلون كل ما يقدمه فليقدم لهم الخيرات.
6. تخويفه من غضب الله، على من يعين الناس على المعاصي والمخالفات ومن دعا إلي ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها.
7.إظهار الشفقة والخوف عليه
8.تشجيعه على فعل ما يرضي الله وتذكيره بأن الرزق مقسوم وهو من الله وأن المعاصي لا تزيد الرزق لكنها تسلب بركته بل وربما حرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه كما قال الني صلي الله عليه وسلم.
9.التدرج معه في الموعظة وعدم إظهار الاستبدادية والتعالي عليه وذلك بأن تقولي أنت اعرف مني وأنت تعلم ومثل هذا النوع من العبارات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بإخلاص النصح له وكثرة الدعاء له ونسأل الله أن يثبت أجرك وأن يلهم صاحب المحل التوفيق والهداية والسداد الرأي والتوجيه.
وأرجو أن أعرف تفاصيل ما يحصل حتى نشاركك الرأي والتوجيه ونسأل الله لك التوفيق.
الكاتب: د. أحمد الفرجابي
المصدر: موقع إسلام ويب